لمضادات الحيوية
هي عبارة عن مواد اُستخرجت من كائن حي لتقتل كائن حي أخر، أو تتسبب في فناءه. وفي عام 1946م أكتشف الدكتور ألكسندر فلمنج دواء سماه البنسلين له القدرة على قتل الميكروبات ومن هناك بدأت الأوساط العلمية طوال هذا القرن باستحداث العديد من المضادات الحيوية معلنة الحرب على الكائنات الدقيقة، ولكن هذه المضادات الحيوية ماذا نعرف عنها؟ و ما هي أضرارها؟ وإلى أين تتجه عملية التصنيع والاستخدام العشوائي لهذه المركبات؟
فالمضادات الحيوية أنقذت حياة الملايين من البشر ولازالت كذلك، ولكنها أيضاً تسببت في العديد من الوفيات والأضرار وإن كان خيرها أكثر من شرها.
فالمضادات الحيوية تعمل بعدة آليات، لعل من أبرزها أنها
تقتل البكتيريا أو توقف نموها فهي فعلاً مضادات للحياة. وعلينا أن نعرف الحقائق التالية عنها:
كل المضادات الحيوية دون استثناء لها أثار جانبية تختلف شدتها وموضع تأثيرها فمنها ما يؤثر في نخاع العظام أو الكبد وأخرى في الجنين … الخ.
تدخل المضادات الحيوية الجسم وتحدث تفاعلات عدة، كالتأثير السام لهذه المركبات، وإحداث خلل في الوسط الميكروبي الطبيعي الذي تتعايش داخل جسم الإنسان مما يؤدي إلى ضعف مقاومة الجسم، ونشاط أنواع أخرى من الميكروبات والفطريات والتي على الجسم مقاومتها وتأثير المضادات الحيوية عليها قليل.
يتعرض الأطفال لتأثير المضادات الحيوية أكثر من الكبار لنمو وتجدد الخلايا فيهم بسرعة كبيرة (أنيميا، ظهور خطوط صفراء على أسنان الطفل تحت تأثير التتراسيكلين).
تشكل المضادات الحيوية خطراً عند استعمالها أثناء فترة الحمل في الأشهر الثلاثة الأولى بدرجة كبيرة، وقد تؤدي إلى ظهور تشوهات وأمراض في الجنين.
تؤثر كثيراً من المضادات الحيوية على الخلايا المنوية ذات الانقسام السريع وهذا يعني أنها في حركة مستمرة من البناء ونجد أنها تتأثر بأي عامل خارجي كالمضادات الحيوية والسموم والإشعاع والهرمونات …الخ.
وتؤثر المضادات الحيوية سلباً على الجلد والكلى والأُذن والعين.
أن يعرف الطبيب تأثير المضاد الحيوي جيداً وأعراضه الجانبية وتحديد جرعته حسب عمر المريض وجنسه وشدة مرضه والفترة اللازمة
1) لاستخدامه …الخ، وذلك بالدراسة والإطلاع المستمرين.
2)
أن يوصف المضاد الحيوي من قبل الطبيب على الأسس العلمية التالية:
نوع الميكروب.
التشخيص السليم والواضح للحالة.
حالة المريض المناعية ودرجة كفاءة أداء أجهزة الجسم (الكلى، الكبد، … الخ)
عمر المريض.
حالة الحمل والإرضاع عند النساء.
وجود أمراض أخرى.
استخدام أدوية أخرى في نفس الوقت وتفاعلها مع المضاد الحيوي.
3) وليضع الطبيب المعالج دوماً في الحسبان أن النتيجة المعملية لتجربة حساسية الميكروبات للمضادات الحيوية قد لا تتفق مع جسم الإنسان، فالتجربة المعملية لها ظروفها وجسم الإنسان له ظروفه وأحكامه.
4)
5)
6)
7)
8)
وعلى الصيدلي أن يلتزم بما يلي:
أن لا يعطي أي مضاد حيوي كان أو أي علاج أخر إلا بوصفة من طبيب مكتوبة على ورقة مستوفية كل الشروط تحمل اسم الطبيب وعنوانه. ومن ثم التأكد من مطابقة العلاج مع ما يطلبه الطبيب وينبغي دوماً تعاون الصيدلي والطبيب المعالج في حالات الالتباس.
على الصيدلي أن يوضح للمريض كيفية استخدام العلاج (حسب إرشادات الطبيب) وحفظه وتنبيه المريض لأهم الأعراض الجانبية للدواء.
وعلى الطبيب والصيدلاني إقناع المريض بالتزام المدة اللازمة لتناول المضاد الحيوي وإعلامه أن طول المدة لا تساعد على الشفاء وقصرها لا تؤدي إلى الشفاء من المرض، وتنبيهه بالعودة إلى الطبيب المعالج عند حدوث أي من الأعراض الجانبية.
9) ولهذا فالمضاد الحيوي سلاح له أكثر من حد، ولابد من بذل الجهد والحرص على عدم الاستخدام العشوائي له والذي قد ينعكس سلباً على حالة المريض وظهور أجيال من الميكروبات تقاوم تأثير الدواء ويصعب علاجها. إن حسن استخدام الدواء له مردود إيجابي لصحة المريض والاقتصاد العام.